من هو “الجان” الحقيقي؟ الرواية التي تحسم الجدل حول لقب محمود عبد العزيز
من هو “الجان” الحقيقي؟ الرواية التي تحسم الجدل حول لقب محمود عبد العزيز
سودان ميكس – تقارير فنية
رغم مرور سنوات على رحيل الفنان الأسطوري محمود عبد العزيز، ما تزال ألقابه، سيرته، وأغانيه، حاضرة بقوة في وجدان الشعب السوداني. لكن من بين كل الألقاب التي ارتبطت به، يظل لقب “الجان” هو الأكثر تداولًا وغموضًا، وكثيرون لا يعلمون أصل التسمية، في ظل تباين الروايات وكثرة الشائعات.
وفي بلد يُجيد “فن التأليف” كما يقال، تنتشر أكثر من عشر روايات عن سبب تلقيب محمود بـ”الجان”، وكل رواية تبدو منطقية بطريقتها الخاصة، لدرجة أن المتابع “ما بعرف الحلوة ياتا”!
لكن هذه المرة، نأتيكم بـ”الخبر اليقين”، كما نقله صديق الطفولة ورفيق الدرب محمد عبد الباقي، في برنامجه “صفحات من تاريخ فنان”، حيث كشف أن التسمية تعود إلى طبيعة ظهور محمود المفاجئ، واختفائه المفاجئ أيضًا عن الساحة الفنية، دون مقدمات أو تفسيرات، ثم عودته دومًا بقوة تهز المشهد الفني وقلوب المنافسين.
بحسب عبد الباقي، فقد شبّهه محبوه في ذلك بالسحر والغموض، فقالوا إنه “يظهر فجأة كالجِن”، فأطلقوا عليه لقب “الجان”، من باب “تأكيد المدح بما يشبه الذم”، وهي من روائع البلاغة في اللغة العربية، حين يُراد المدح عبر استعارة لفظٍ يبدو سلبياً لكنّه يُقصد به التفرد والتميز.
ولعل ما يميّز محمود عن غيره من الفنانين، هو أنه لم يظهر فقط كموجة فنية، بل كان موجة بكاملها، تظهر وتغيب وتعود بقوة وثبات لا يُشبهه فيه أحد. ولهذا، فإن لقب “الجان” لم يقترن بفنان غيره، رغم مرور الزمن وتغيّر الأجيال.
ومنذ رحيله، عانى الوسط الفني من فجوة كبيرة، وتوقف النبض الإبداعي لفترة طويلة، حتى أن البعض يقول إن حواء السودان عقرت عن إنجاب “جان” جديد يشبهه.
رحل الجان.. لكن صوته وروحه لا تزال تسكن بيننا.