حين يصبح الغناء دواءً.. ماذا فعل أحمد الصادق؟
“العوض” تعيد أحمد الصادق إلى المشهد.. غناء يُشبهنا ويُداوي وجداننا
متابعات فنية – سودان ميكس
في زمن يموج بالتحولات والغياب، عاد الفنان السوداني أحمد الصادق ليملأ فراغًا لم يملأه سواه، وليثبت أن الغناء الحقيقي لا يصدأ، بل يبقى محفوظًا في الوجدان، ينتظر لحظة الانبعاث.
ولد أحمد الصادق في بيئة صوفية، وبدأ مسيرته الفنية كمادح برفقة شقيقه الفنان حسين الصادق، قبل أن يشق طريقًا خاصًا مع بدايات الألفية الجديدة، متكئًا على موهبة فذة وصبر طويل واجتهاد لا يهدأ. سرعان ما تحول إلى رمز من رموز الغناء السوداني الحديث، ليس كصوت جميل فقط، بل كمشروع متكامل يحمل في نغماته ما يعبر عن الوجدان السوداني الأصيل.
وخلال فترة غيابه، لم يغب صوته فعليًا عن الناس. فـأغنياته ظلّت تتردد في المناسبات، وفي لحظات الفرح والحنين، وحتى في العزلة، لأن ما يُغنيه أحمد الصادق، ليس ترفًا غنائيًا بل عزاءً شعريًا وموسيقيًا لقلوب مرهفة.
وجاءت عودته القوية عبر أغنية #العوض، التي لم تكن مجرد عودة فنية، بل لحظة استعادة لـ”غناء يشبهنا ويحاورنا”، ويمنح الناس فسحة للأمل والحلم وسط الركام.
أحمد الصادق لا يُغني فحسب، بل يُواسي، يُعالج، ويمدّ صوته كطوق نجاة لمن أنهكهم التعب. هو صوت من الشعب وإليه يعود، لذلك لم يسأل أحد عند عودته “أين كنت؟”، بل استقبله الجمهور ليُسلمه مكانته دون سؤال.